10.22.2010

واقع ملموس


و كبرت الصغيرة ..

و أصبحت تخفي عن نظري ما بكفيها .. خلف ظهرها .. بعدما كانت تضعهما على عيني .

و أصبحت تخفض صوتها و تخفيه خلف أناملها .. بعدما كانت تمسك بذقني لتضع اُذني أمام فمها .


و كبرت الصغيرة ..

و أصبحت تضع أوراقها الصغيرة تحت وسادتها .. بعدما كانت تدُسّها في حقيبتي .. و بين ملابسي .

و أصبحت تُغيّر قناتها المفضلة التي تشاهدها حال وصولي .. بعدما كانت تجبرني على الجلوس بجوارها .


و كبرت الصغيرة ..

و أصبحت لا تخبرني بصديقاتها المفضلات .. بعدما كانت تدوّن أسمائهن لي في كتابها الصغير .

و أصبحت تشعر بأنها غير مجبورة بأن تخبرني بأسرارها .. بعدما كنتُ المستمعة الوحيدة لها .


و كبرت الصغيرة ..

و أصبحت تختار ملابسها بنفسها .. بعدما كانت تأبى إلا أن يكون لِبسها ذوقي .

و أصبحت تجد نفسها ذات التفكير السليم ..

ذات الرأي السديد ..

ذات الذوق الرفيع ..

ذات الأفكار الصحيحة ..

ذات .. و ذات .. و ذات ..


و كبرت الصغيرة ..

و أصبحت تبتعد عني .. بقدر تقربي منها ..

و أصبحت اُلاحقها .. بقدر ما كانت تلاحقني حينما كانت طفلة .
وكبرت الصغيرة ..
و أصبحت .. لا يهمها رأيي كثيرا ..
و أصبحت أميرة نفسها .. بل و لا أميرة سواها .
إنه واقع ملموس .. نعيشه جيل بعد جيل ..
و كم أتمنى أن لم تشعر امي مني .. بشئ مما كتبته في أسطري .
لا شئ يهم الان ..
فقط .. وددت أن أضع كلمات لطفلة قد اُنجبها يوما ما .. لتشعر بأنني أعرف ما تصبو إليه .
:)

10.19.2010

رحيل

الكثير ممن هم حولنا في الوسط الفني .. لا يعنون لي شئ
لكن هناكـ مجموعة منهم .. أشعر بأنني معهم في مشوارهم ..
جئت بعدهم .. عرفت ما قاموا به قبل قدومي .. و عشت مع ما قاموا به أثناء وجودي .
هناك شخصيات .. كبيرة جدا في نظري ..
صباح اليوم .. و أثناء تناولي وجبة الإفطار .. كنت اُشاهد برنامج ما .. قالت إحداهن فيه :
نعزيكم مشاهدينا في رحيل الفنان غانم الصالح
لم اُصدق الخبر .. وحاولت إستعادة الاسم في ذاكرتي لأتأكد ان كان هو من تقصده أم لا !
رجل كبير .. سنين طويلة عشناها بأعماله الجميلة
أشعر بأنه رحل فجأة .. كما رحل الكثير ..
رحمه الله .

10.11.2010

زيارة

كنتُ منذ اسبوع .. في زيارة لمدينة رسول الله


أيام جميلة جدا قضيتها هناك مع زوجي و صغيري أحمد ومن يسكن بداخل أحشائي :)


زيارتي تلك .. لم تكن الاولى لها .. فقد زرتها كثيرا من قبل .. برفقة والديّ و اخوتي


لكنها الاولى مع اسرتي البسيطة


استمتعنا .. و مَن يذهب إلى المشاعر ولا يجد ما يمتعه و يشرح صدره ؟


فما فيها من إيمان و روحانية شئ يفوق الوصف ..


و لا يستطيع تصوره سوى من قد شرفه الله بزيارتها


في رحلتنا هذه .. يوم جمعة واحد قد صادف وجودنا هناكـ


لكنني .. و بكل أسف لم أستطع الذهاب إلى مسجد رسول الله


فوجود صغيري أحمد كان يربكني .. فلم يكن يستطيع أن يتواجد هناك سوى وقت صلاة الفريضة


أما ما عدا ذلك فيكاد مستحيلا .. فكيف به إن كان سيستمع إلى الخطبة و ما بعدها



المهم .. أنني بقيت في غرفة سكننا


أنظر عبر النافذة إلى من يتجه إلى أرض الحرم الطاهرة


المنظر كان رائع للغاية ..



فعدد زوار الحرم في هذا الشهر قليل جدا .. لكنهم .. لم يحبذوا تركـ أجر صلاة الجمعة ..


فحرصوا أن يفدوا إليه من كل صوب .. خلال وقت قياسي .




ما أصابني بقشعريرة روحانية ..


هو أنني وجدت الزوار المتأخرين عن الصلاة .. يرفعون ثيابهم ليتسنى لهم أن يجروا نحو الحرم ..


رغبة منهم في أن يدركوا الصلاة مع الإمام ..


رغم أنه قد كان يقرأ السورة ما بعد سورة الفاتحة .. من الركعة الثانية ..


و قد كانوا على يقين أن صلاة الجماعة ليوم الجمعة ركعتين فقط !


لكنهم وضعوا لأنفسهم أملا أنهم قد يدركوها .


فطوبى لنفوس مسلمة تبحث عن الأجر بكل ما تملك .
:)


بلغكم الله زيارة تلك الأماكن الشريفة .. و أعادنا إليها مرة بعد اخرى .
.