.
.
بداء السكري اُصيب زيــاد ..
و إحدى قدميه على أثره قد قُطعت .
وبعدهــا ..
سعادة الدنيا من عينيه قد إنتهت .
.
تأملاته أصبحت لا تتعـــدى حوائط غرفته ..
وحرارة جسده أصبحت لا تزول من سريره ووسادته .
.
آلامه و أحزانه سكنت سريرته .
و بمنظـــارٍ أســودٍ بدأ يرى دنيــاه .
.
على ذلكـ استمر ..
و منه .. وإلى ما هو أدهـى و أمرّ .
.
صديقه المقرّب .. رائد .. يقرع باب داره كل مساء ..
وحـــــده دون ســــواه .
.
يدخل متوجها إليه ..
.
يقدم له .. ما كانا يحبان أن يتناولاه سوية .
ثم يبدأ بتشجيعه للقيام .. والخروج معه كما كانا من قبل .
.
محاولات رائد .. نهايتها الفشل دائما .
فطموحات زياد وشجاعته و قوته .. قد انتهت وكأنها كانت تسكن في قدمه الراحلة .
.
.
بعد مرور ما يقارب العام والنصف ..
دخل رائد صباحا .. دار زياد .
تمسكـ أنامله بسلم كبير .
.
أسند السلم إلى جدار كان يستند إليه زياد .
حمل لوحة كبيرة بإحدى يديه .. وبدأ يتسلق السلم .. حتى وصل إلى أعلاه .
.
صرخ زياد :
- ويحكـ .. ها أنت قد وصلت .. فما أنت فاعل الآن ؟
- دعني أبحث هنا في حائطكـ .. علّني أجد مسمار .. عليه اُعلق لوحتي هذه .
- دع ما بيدكـ .. فلن تجد شيئا .
- أدع اللوحة ؟ أمركـ سيدي .
.
.
حينها .. أوقع رائد لوحته حقا ..
لتقع على قدم زياد .
.
صرخ :
- تبا لك .. لقد كسرت قدمي .. ألا تعلم أني لا أملكـ سواها ؟
- لا فرق لديكـ عزيزي .. فمنذ متى وأنت قد تخليت عنها ؟
.
هنا
.
وضع زياد يديه على قدمه .. نظر إلى رائد طويلا ..
وكأنه قد فهم ما كان يريد صاحبه أن يصل إليه .
.
.
بعد أكثر من اسبوعين ..
أزال رائد الجبيرة عن قدمــه .. ليشعر .. حينها فقط .. بحلاوتها ..
.
.
يومهــا ..
بدأ يستعد للقيام .. بحثا عن حلاوة الدنيا ..
بكل ما قد حباه الله من أعضاء و نِعَم .. غير قدمـــــه .
.
.