10.25.2009

عن النعمة 2


.

اعمل بأحد المستشفيات بمدينة جدة .. وقاربت فترة دوامي على نهايتها ..
ابلغني المشرف .. أن شخصيه اقتصاديه تتعامل بمئات الملايين في الأسهم قادم ..
وعلي استقباله وإكمال إجراءات دخولها .. انتظرت عند بوابة المستشفى ..
راقبت من هناك سيارتي القديمة جداً .. وتذكرت خسائري الكبيرة وأقساطي المتعددة ..
وعندها وصل الهامر .. ليكمل مأساتي حيث حضر بسيارة أعجز حتى في أحلام المساء أن أمتلك مثلها ..
يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من ثوب الدفة الذي ارتديه ..
دخلت في دوامة التفكير في الفارق بين ..
حالي وحاله ..
مستواي ومستواه
( شكلي وشكله )
وقلتها بكل حرقه ومنظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري
( هذي عيشة )
عموما .. سبقته إلى مكتبي .. وحضر خلفي وكان يقوده السائق على كرسي متحرك ..
رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ ..اهتزت مشاعري وسألته!!
عندك مشكله في الرجل المبتورة !!
أجاب بلا!!
قلت فلماذا حضرت ياسيدي !!
قال عندي موعد تنويم!!
قلت ولماذا !!
نظر الي وكتم صوته من البكاء وأخفى دمعه حارة بغترته .. وقال :
( ذبحتني الغرغرينا ) .. وموعدي هو من اجل ( بتر ) الرجل الثانية ..
عندها أنا الذي أخفيت وجهي .. وبكيت بكاءً حارا ..
ليس على وضعه فحسب... .بل لكفر النعمة .. الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله ..
ننسى كل نعم المولى في لحظه .. ونستشيط غضباً عند اقل خسارة ..
هل أصبح المؤشر ليس للأسهم فقط بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه ..
تحسست قدماي وصحتي فوجدتها تساوى كل أموال و كل سيارات العالم ..
وهذا غيض من فيض من نعم الله !!
فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غداً ..
هذا ماحدث لي بالفعل قبل عدة سنوات ومنذ تاريخه وأنا احتسب أي خسارة راضياً بحكم الله .
.
أحببت أن تبكوا معي قليلاً .. على السخط الذي نبديه والعياذ بالله ..
وان نوكلها إلى الله .. لنعرف مقدار النعم التي نحن فيها ..
.
.
قرأتها فهزت حنايا القلب .. فأحببت أن تشاركوني قراءتها !
.
.
منقوووووووووووووووووول

10.21.2009

النعمـــــــــة


.

ما أعظم النعم التي حبانا الله إياها !

.

ما أعظمها !

ولستُ هنا بصدد تعدادها ..

فلستُ هنا لاُدوّن موضوعاً لدرس الإنشاء .

.

ولكن حديثي ..

لما أجده اليوم .. قد بات سهلاً جدا بالنسبة لنا ..

فقد بات سهلا أن نرمي نعماً وهبنا الله إياها - غيرنا بحاجة ماسة لها - في سلة المهملات .

بات سهلا .. ان نسكب نعما ..

بات سهلا أن نتخلص من أي شئ .. بل .. و من كل شئ ..

.

نتخلص من نعماً عظيمة ..

لأن .. معداتنا قد إمتلأت ..

لأن .. شهيتنا تجاه الطعام .. قد تغيرت فجأة ..

لأن .. مذاقه .. و كأنه .. قد تغيّر ..

لأن .. كميته أصبحت كبيرة جدا ..

لأننا .. نعتقد أننا لن نستطيع أن نأكله بعد حين ..

لأننا .. لا نريد أن تزيد أوزاننا .

لأن .. و لأن ..

.

المشكلة تكمن .. في أننا نعي معنى النعمة ..

و لكننا لا نشعر بقيمتها !

.

.
الحمد لله حمدا كثيرا .. طيبا .. مباركا فيه .

.





10.18.2009

قصص جميلة


.
وصلني عبر الايميل
.



مواطن بلجيكي دأب طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي ..

على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب،

وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه "يهرب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب (!).

السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان ..

حين وجدت في مذكراته الجملة التالية :

"حتى زوجتي لم تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!!.
.


أما عنصر الذكاء هنا فهو : (ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي!).




جاء عن حذيفة بن اليمان انه قال :

دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي :

اذهب الى معسكر قريش فانظر ماذا يفعلون ، فذهبت فدخلت في القوم .. (والريح من شدتها لا تجعل احداً يعرف احدا) فقال ابو سفيان:

يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفا من الدخلاء والجواسيس)

فقال حذيفة :

فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟

فقال مرتبكا: أنا فلان بن فلان!

.
وعنصر الذكاء هنا : (أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟).





أما أبو حنيفة فتحدث يوما فقال :

احتجت إلى الماء بالبادية فمر اعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني اياها بخمسة دراهم ..
فدفعت إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها.. وبعد أن ارتويت قلت :

يا أعرابي هل لك في السويق، قال: هات.. فأعطيته سويقا جافا اكل منه حتى عطش ..

ثم قال: ناولني شربة ماء؟

قلت : القدح بخمسة دراهم، فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!!.

.
وعنصر الذكاء هنا : (إضمار النية وخلق ظروف الفوز)!!





هناك حركة ذكية بالفعل قام بها أحد النبلاء الفرنسيين..


فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه فسألته زوجته عن السبب


فقال:

أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر والعرافة) انك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعته بلا شعور..

فقالت الزوجة بهدوء: وهل أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟


فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله "إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غدا وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!.. وفي صباح اليوم التالي ..

استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة..

فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران..

وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط !


.

وعنصر الذكاء هنا هو :

(استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك)!!.





عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الاعدام على قاتل زوجته والتى لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الادلة التى تدين الزوج - ..

وقف محامى الدفاع يتعلق بأى قشة لينقذ موكله ... ثم قال للقاضى "ليصدر حكماً باعدام على قاتل ...

لابد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية .. و الآن .. سيدخل من باب المحكمة ... دليل قوى على براءة موكلى و على أن زوجته حية ترزق !!...
و فتح باب المحكمة و اتجهت أنظار كل من فى القاعة الى الباب ...و بعد لحظات من الصمت و الترقب ...

لم يدخل أحد من الباب ...و هنا قال المحامى ...الكل كان ينتظر دخول القتيلة !! و هذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة بالمائة بأن موكلى قتل زوجته !!!

و هنا هاجت القاعة اعجاباً بذكاء المحامى ..و تداول القضاة الموقف ...

و جاء الحكم المفاجأة ....حكم بالإعدام لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته !!!

و بعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم ...فرد القاضى ببساطة...

عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل و مازالت حية ...
توجهت أنظارنا جميعاً الى الباب منتظرين دخولها الا شخصاً واحداً فى القاعة !!!انه الزوج المتهم !!

لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت ...و أن الموتى لا يسيرون .
.

10.14.2009

مجرد حلــــم



ما أكثر الأحلام .. التي لا معنى لها ولا تفسير !
.
البارحة .. وجدت في حلمي شيئا .. حينما استيقظت .. أصابني العجب ..


فلقد رأيت شيئا .. قد أنسانيه الزمن .. فكيف به أتى لي في حلمي !


و لا عجب أنكم قد نسيتموه انتم أيضا .

.
رأيت في حلمي أن اخوتي .. و أبناء اختي .. قد عاد بهم الزمن الى الوراء سنوات كثيره ..


فرأيتهم صغارا .. في سن العاشرة ..


كانوا .. يلعبون بلعبة هي ما نسيناها كلنا .. بلا شكـ ..


و هي ما اكتب الآن من أجلها .


:)


اللعبة .. كنا نحبها جدا .. عندما كنا صغارا ..


سأصفها لكم .. و رجائي أن تتذكروها .


كانت بشكل ثعبان .. ورقي .. بألوان مختلفة .. في الجزء العلوي منه .. أي بمكان العمود الفقري .. سلك يمتد بطوله .. و في مقدمة هذا الثعبان خيط طويل ..


نمسكه بيدنا .. نجري و نشده نحونا .. فيسير الثعبان خلفنا .


الثعبان .. ذو شكل مموج .. بداخله ما يشبه الزنبركـ .


:)


بحثت عن صورته في قوقل .. دون جدوى .

.
الوصف صعب للغاية .. ولكن .. هل عرفتموه ؟

.

10.11.2009

و رحلت جدتي 2


.
نصف عام .. مضى على رحيل جدتي ..


بكينــاها ..
.
و مَن كـان يعرفها .. و لم يبكي لرحيلها ؟


رحَلت ببطء .. و كأنها كانت تريد أن تخفف عن قلوبنا .. عظيم الصدمة .


هي .. لم تكن لنا جدّة فقط .. بل كانت كل شــئ ..


الكثير من حولنا .. أبصرناهم منذ أن ولِدنا .. و لكن .. جدتي لم تكن كغيرهـا .


.
ما زلت أبكيها .. و سأبقى ...


أبكيها .. كلما تذكرت حكاياتها .


أبكيها .. كلما تذكرت ابتسامتها حيناً .. و ضحكتها القوية حيناً آخر .


أبكيها .. كلما تذكرت دعواتها لنا .


أبكيها .. كلما تذكرت .. عباءتها التي يمكننا أن نميزها .. وإن كانت سوداء لا يميزها شئ عن عباءة غيرها .


أبكيها .. كلما تذكرت ملابسها .. حذاءها .. حاجياتها .


أبكيها .. كلما تذكرت حكمتها .


أبكيها .. كلما تذكرت رائحتها الطيبة .. التي ما زلت أشتمّها ..


أبكيها .. كلما تذكرت جلستها بيننا ...


أبكيها .. كلما تذكرت حديثها معنا .. وعنّا ..

أبكيها .. كلما رأيت شوق سريرها لها ..
أبكيها .. كلما تذكرت يدها الطاهرة .. ذهبية خواتمها .

أبكيها .. كلما مررت بطريق بيتها .. فشعرت بظلمته بعد فراقه لها .

أبكيها .. كلما تذكرت بأنها كانت يوما بحاجتي .. و لم تجدني بجوارها .

أبكيها .. كلما تذكرت فرحتها بزيارتي لها .. و لم أكن كثيرا ما أزورها .

أبكيها .. كلما أشتقت لها .. و تذكرت أنها محال أن تعود لنا .


أبكيها .. كلما وطأت قدمي دارها .
.

و ما أشد قوتنا .. حين ندخل دارها .. نجلس بين حاجياتها .. نتسامر معا .. نتذكرها .. و لا نبكيها ..


.
ما أعظم نعمة النسيان !
.
رحمكـِ الله حبيبتي .. و أسكنكـِ فســــــــــــــــــــــــــــــيح جناته .


.

10.07.2009

من دروس الحياة

.

قد تكون حكاية قديمة بالنسبة لكـ .. و لكن .. لا شك أن هناكـ من يقرأها للمرة الاولى .
:)

.



من دروس الحياة
.
دخل طفل صغير لمحل الحلاقة .. فهمس الحلاق للزبون:
هذا أغبى طفل ‏في العالم ... انتظر وأنا اثبت لك
وضع الحلاق درهم بيد .. و25 فلساً باليد الاخرى ..
نادى الولد .. وعرض عليه المبلغين.. فاخذ الولد الـ 25 فلسا ومشى .
قال الحلاق
:
ألم أقل لك هذا الولد لا يتعلم ابدا... وفي كل مرة يكرر نفس الامر .

عندما خرج الزبون من المحل .. قابل الولد خارجا من محل الايس ‏كريم .. فدفعته الحيرة أن يسأل الولد ..
تقدم منه وسأله :
لماذا تأخذ الـ 25 فلسا كل مرة ولا تأخذ الدرهم ؟؟؟
أجاب الولد:
لانه فى اليوم الذي آخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة..!!
.


10.02.2009

وجهة نظر 2


.

يعيش بعضنا .. نحن البشر حياته لفترة قصيرة .. يعمل فيها الكثير لنفسه .. و لمن حوله .

و يعمّر البعض الآخر .. ثم يخرج من دنياه .. كما دخل فيها .

.
يقضي بعضنا أيام عمره .. بسيطا .. هادئا ..

و يقضيها الآخر بحماس .. ولا يخرج منها إلا بعد أن يعيث في كل شئ فيها .
.

تمضي ساعات بعضنا .. و شكله باقٍ كما هو .. طبيعي في كل ما هباه الله .. فما أبهاه !

و أما الآخر فلا يبقى شئ فيه على حاله ! ذلك هو حب التغيير .. و لا ذنب له في ذلك !

.
يعيش بعضنا .. غامضا .. صامتا .. و حتى أنفاسه تبقى .. من أسراره ..

و يعيش الآخر .. يتحدث في كل لحظه .. عن كل شئ منه .. و فيه .

.
بعضنا .. إبتسامته محال أن تفارقه .

و الآخر .. تخجل شفتاه أن تبتسم .

.
بعضنا .. يحب كل البشر ..

و بعضنا .. لا يحب سوى نفسه .

.
بعضنا يهتم بتفاصيل ما يقرأ ..

و الآخر .. يقرأ السطر الأول .. فالأخير .

.