1.26.2008

امتنــان



ليس هناك ما هو أجمل من أن يشعرك أحدهم ، بأن لديك موهبة ، من المؤسف أن تمحيها الأيام ..


فيسعى جاهداً لأن ينمّيها لك .. ومن أجلك فقط ، فذلك لن يجدي له نفعا ..



وكم تشعر بحلاوة الزمن ، حين يتيح لك وقتا ، تقدم له فيه ، ما يشعره بالسعادة ، ويرسم البسمة في حياته ..

فإلى ذلك الحين .. لك خالص امتناني .. يا منشئ مدونتي ..

أخي الغالي .. د. أحمد .



تمت

1.23.2008

........................




أعجبني قول أحدهم :


أن نصف ما يجول في خاطرنا ، لا نكتبه ..

ونصف ما نكتبه ، لا نقوم بنشره ..

ونصف ما نقوم بنشره ، لا يباع ..

ونصف ما يباع ، لا يقرأ ..

ونصف ما يقرأ ، لا يفهم ..

ونصف ما يفهم ، يفهم خطأ ..



تمت

1.22.2008

تساؤلات




منذ متى يا أمي ، وأنتي تتركين دفء سريرك كل يوم ، منذ الصباح الباكر ، لتعيدي ترتيب حقائبنا المدرسية ؟

منذ متى يا أمي ، وأنتي تعدّين لنا وجباتنا اليومية ، وتتحملين تذمرنا ، من تكرار أنواع الطعام ؟

منذ متى يا أمي ، وأنتي تحملين أكوام ملابسنا المتسخة ، وتقومي بغسلها لنا ، ونفسك راضية عنا ؟

منذ متى أيتها الغالية ، وانتي تربينا ، ترعينا ، تعينينا ، تدعين لنا وتقدمين التضحيات من أجلنا ؟

منذ متى ، وإلى متى ؟




منذ متى يا أبي ، وأنت تعود من الخارج ، حاملاً بيمينك حاجيات ، قد اشتريتها لنا ؟

منذ متى يا أبي ، وأن تضع بين يدينا نقودا ، وثغرك باسم من أجلنا ؟

منذ متى يا أبي ، وأنت تستيقظ وتنام باكرا و تقرأ من مصحفك الكريم .. لتكون أجمل قدوة لنا ؟

منذ متى أيها العظيم ، و أنت تنقلنا بسيارتك إلى حيث أردنا ، و تقدم لنا قلبك النابض متجاهلاً تقصيرنا في حقك ؟

منذ متى ، وإلى متى ؟



وهل يا ترى نستحق منكما كل ذلك ؟



تمت

1.19.2008

حتى .. في طابور ارجوحة ..




كنت أسير بين أسوار حديقة عامة .. المكان من حولي ، غاية في الجمال .


أتأمل خضرة الأرض تارة .. وزرقة السماء تارة اخرى ..

الطيور تحلق بهدوء .. و أوراق الأشجار يحركها النسيم العليل .



يمسك صغيري بعباءتي .. يشدها نحوه .. فيقطع بذلك كعادته كل حين ، شريط تأملاتي فيما هو حولي ..

يشير بإصبعه الصغير، إلى ألعاب بعيدة عن أرضنا .

هناك .. في بقعة مليئة بالرمال .. ينتشر حولها أطفال صغار .


أمسكت بيده .. وسرنا معا نحوها .


كثيرة كانت تلك الألعاب .. ولكنه لم يختر منها ، سوى .. ( الارجوحة ) ..

توجهنا نحوها .. حتى وصلنا إليها ..

عجبت لها .. عجبت لمحبة الصغار لها ..

فقد اصطفوا في طابور طويل من أجلها ..

طفل يقف خلفها .. وآخر يضع كفيه على ركبتيه ، فقد أعياه انتظار دوره لها .

وأحدهم يمسك بإخوته ويحدق بها .


ابتسمت .. فما هو سر الارجوحة ؟

فنحن أيضا .. عندما كنا صغارا .. كنا نتمنى أن نجلس عليها ، ولو للحظات ..

وكثيرا ما كان وقت اللعب ينتهي ، دون أن نلعب بها .


ابتعدت عنها .. جلست على مقعد خشبي كان بجوارها .. فأصبحت بجوار سيدة .. تنتظر هي الاخرى دور صغيرها .


مكثت هناك طويلا .. وصغيري يأبى أن نغادر دون أن يلعب بها .. كما يأبى أن يقف في ذلك الطابور لوحده ..

حينها .. جرت نحونا طفلة .. ودموعها تطير خلفها .. أمسكت بتلك السيدة التي تجلس بجواري .. هتفت :

- ارجوك امي .. لقد جاء دوري للّعب بتلك الارجوحة ، ولكن أخي ( تركي ) .. قد أخذ دوري .. وبدأ يلعب بدلا مني ..


أجبتها والدتها :

- لا بأس يا حبيبتي ..فأخيك يكبرك بعامين يا مريم .. لذا لابد أن يلعب قبلك ..


وضعت الطفلة رأسها في حضن امها .. وبدأت تبكي .. دون جدوى ..


عندها .. أشارت إليّ طفلة ، كانت في العاشرة من عمرها ، أن قد جاء دور طفلك .. فتعالي ..


من جديد .. ابتسمت .. فكم هو جميل عالم الصغار .. وكم كانت تشعر ابنة العاشرة تلك ، بأنها كبيرة جدا أمام من حولها .

شكرتها .. ثم وضعت صغيري عليها ( أي الارجوحة ) .. فارتسمت عليه ملامح الخوف ، تمتزج معها ابتسامته على شفتيه ..

ثم ..

بكى .. ورفع ذراعيه نحوي .. ضممته إليّ ..

وااا أسفاه .. فبعد سويعات ، مضيتها هناك معه .. لم يمكث بها دقائق .. حتى بكى .. وتركها .


بدأت اُحاول الخروج من بينهم ..

فوقفت في طريقي طفلة .. أشارت إليّ أن اساعدها في ركوب الارجوحة .. وما ان هممت بالإمساك بها ..

هتفت والدتها :

- اشكرك اختاه ..

أمسكت بصغيرتها ، ثم دفعتها خلفها .. و أجلست طفلها الذي كان يبكي على الأرجوحة .. قائلة :

- أنت تكبرين أخيك بعامين يا صبا .. لذا لابد أن تجعليه يلعب بها قبلك ..


وضعت الطفلة رأسها في حضن امها .. وبدأت تبكي .. دون جدوى ..


أصابني العجب ..

فيا ترى .. لماذا تقف الامهات غالبا في صفوف أولادهن دون بناتهن ؟ أيكون ذلك حتى .. في طابور ارجوحة ؟


الإجابة الوحيدة التي أجدها بين يدي .. هي :


أن كون الام مع ابنها ، قد يقيها شيئا من شره !!




تمت

1.14.2008

التفــــــــــــاؤل




هذه الحكاية كنت قد قرأتها منذ مدة طويلة ..


ولم تعينني ذاكرتي اليوم ، في معرفة أين قرأتها ، ومن كتبها .. لأنقلها من موقعها الأصلي لكم ..


ولإعجابي الشديد بها ، فإنني سوف أخط أحداثها بقلمي ، وبإسلوبي الخاص ..


مع خالص شكري لكاتبها الحقيقي .





في مشفى خاص ، يبيت فيه مرضى لأشهر عديدة .. على اختلاف أمراضهم ، وحالاتهم ..
كان في ذلك المشفى غرفة صغيرة .. تضم بين أركانها ، شخصين فقط ..

عاشا معا أيام وليال طويلة .. بل .. وقد تكون أعوام فأكثر .. كانا كأخوين يعرفان بعضهما تمام المعرفة ..

يتخذ كل واحد منهما سريره كغرفة له ..

يجلس طلال منذ الصباح الباكر ، على سريره الذي حرمته قدماه منذ أن كان طفلا أن يغادره .. اعتاد طوال سنين حياته ان يجلس عليه .. لا يتركه إلا في حالات طارئة ..

يستند إلى حائطه .. ثم يفتح نافذة كانت بجوار سريره الأبيض .. فيبدأ يحكي لصاحبه أحمد ما يراه عبر تلك النافذة ..
يستمع أحمد الذي لم يبصر النور يوما .. إلى طلال ..


ترسم له مخيلته ما يراه صاحبه .. كثيرا ما كان يتساءل ..
ترى كيف هي تلك الشمس المشرقة .. ذات الخيوط الذهبية التي تتسلل في كل مكان ؟
وكيف تبدو الأشجار الخضراء التي يخبره بها صاحبه ؟

يضع أحمد رأسه على وسادته .. يستمع إلى طلال .. الذي يكمل حديثه بإخباره ما يراه خارجا ..

أطفال يلهون حول ألعاب ملونة ..

رمال ذهبية تحيط بهم .. أمهات في انتظار أطفالهن ..

و طيور تطير في سماء زرقاء صافية ..

يهتف أحمد كل حين : جميل هو وصفك يا صاحبي .. فكأنني بكلماتك أرى ما ترى .
و كم يشعر في جوفه باليأس .. فإلى متى سيبقى كذلك ؟

وكل ما يتمنى هو أن يبصر ما يبصره طلال .
بقيا معا على حالهم ذلك ، سنين طويلة .. لا يبدل حالهم يوما بحال أفضل ..
حتى أقبل ذلك اليوم .. الذي لم يشعر فيه أحمد بحركة صاحبه ..


هتف :

- ما الأمر أيها الغالي ؟ ما الذي قد أصابك يا أخي ؟

و حينما لم يجد جوابا .. قرع جرس قد وضع بجواره ..
فأتى إليه من أتى ..

بابتسامة سأله :

- ما الأمر يا أحمد ؟
أشار بإصبعه إلى صاحبه .. وقد امتلأت نفسه خوفا ، مما قد يسمعه ..

انتظر جوابا للحظات طويلة .. فلم يجد ..

كان يشعر بأحدهم يدخل ، وآخر يخرج .. دون حديث موجه إليه ..

حتى اُخبر .. بأن ... رفيق دربه ، قد فارق الحياة !
ببساطة .. اُخبر بأن طلال ، قد فارق الحياة .
لقد بكاه .. كطفلا قد فقد امه ..
بكى عينه التي يبصر بها .. بكاه طويلا ..

و بعد شهر ، بات فيه وحيدا .. لا يرى حينه سوى ظلام بحق ، يحيطه به في كل مكان .
أتى نحوه ، مريض جديد .. أمسك بيده .. فقال :

- لتواسيني يا أحمد .. ولأواسيك .. فعلّك تجدني يوما ، صاحب وفي ..

ابتسم أحمد إليه ، وكانت المرة الاولى التي يبتسم فيها لأحد .. بعد فراقه لصاحبه ..
وفي صباح اليوم التالي ..
- رائد .. لتفتح تلك النافذة التي بجوارك .. فتخبرني بما تراه عبرها ..

فتحها رائد .. ثم ابتسم ، قائلا :

- ليس خلفها يا أحمد سوى صفيحة قوية من الحديد قد ملأها الصدأ .. لابد أنها قد اُغلقت منذ سنين طويلة جدا ياصاحبي .. إن كنت قد ضاق بك هواء غرفتنا .. فسأفتح بابها من أجلك .

تمت

1.12.2008

الامتحـانات




ما أجمل أيام الدراسة .. بل .. وما أمتعها !

وما أسوأ قولي هذا .. في موسم كهذا !
موسم الامتحانات النهائية ..

إنه الموسم الأكثر شهرة بين طلاب العلم .. وهو برأي الجميع الأكثر مللا ..

فيه .. لا شك بأن الكل يشعر حين يستذكر ، بأنه يجلس بين حوائط زنزانة .. وحينها فقط .. يستوعب بحق معنى كلمة ( حوائط ) ..

في وقت كذاك ..

يشعر من يستذكر دروسه .. بأن كل ما حوله ، يبدو وكأنه أصبح محرما عليه .. وحينها يبدأ يكتشف مواهب لديه ، لم يكتشفها من قبل .. وما أكثرها من مواهب آنذاك !

خط جميل .. رسم رائع .. أعمال فنية راقية .. أفكار ذكية .. وغيرها ليس بقليل .

و كم يشعر الجميع في تلك الأيام .. بحاجة ما يمتلكه، للتنظيم .. وليس بإمكان غرفته وقتها ، المزيد من الانتظار حتى يحين وقت تنظيمها في فترة الاجازة .

ولابد أن ينتابه شعور في سويعات الاستذكار تلك ، بحاجته لأن يقدم لوالدته بعضا من حقوقها .. فيبدأ ببرها وبمساعدتها في شئوون المنزل ، ومد يد العون لها ..


مسلية جدا ، تلك التصرفات التي يقوم بها ، من لا يحب أن يجلس طويلا أمام كتبه المدرسية ..

و محال أن اُحصيها في أسطري هذه ..

كلماتي التي دوّنتها .. لم تكن سوى .. نبذة عما يحصل في أيام الامتحانات النهائية ..

اتمنى بصدق للجميع .. النجاح الباهر دوما ..

تمت

1.10.2008

مرايـــــــا 4





لم أستطع بكلماتي أن اُدوّن مقدمة لأسطري التالية .. إلا أنني وددت فقط أن أقول :

أن التالي هو الفرق بين حديث الرجال مع بعضهم ، والنساء مع بعضهن عبر الهاتف .. وأنني قد كتبتها باللهجة العامية لأن الحديث استوجب مني ذلك ..



حديث الرجال ..



- سلام عليكم ...


- وعليكم السلام والرحمة ، أبو طلال ؟

- ايوه ، ابو طلال معك .. كيفك ابو ياسر ؟ وكيف الاولاد ؟

- الحمد لله .. حنا بخير ، دامكم انتو بخير يالطيب .

- تسلم .. انا حبيت اقولك تجينا تشرفنا في حفل زواج ولدي طلال ليلة الخميس ، في صالة السيف بالخبر .

- الف مبروك يا ابو طلال ، وعقبال الاولاد الباقين يارب .. حنا حاضرين لك ياخوي .

- الله يخليك يا ابو ياسر .. هذا المعهود منك .. نشوفك على خير أجل .. سلام عليكم .

- على خير يارب .. في أمان الله .





حديث النساء ..



- السلام عليكم ورحمة الله .

- وعليكم السلاااااااااااااام ورحمة الله وبركاته .. الغالية ام طلال ؟

- عليك نور .. انا ام طلال .. كيفك ام ياسر؟ وكيف الاولاد أحمد وخالد ؟

- الحمد لله .. يسلمون عليك والله ..

- وكيف تهاني و صبا وربا ؟

- بعد يسلمون عليك ويسألون عن أخبارك .. أقول ام طلال .. كأني أسمع صوت جنبك ؟

- اي والله .. هذا ولدي عبودي .. صار عمره ثلاث سنوات وانتي بعدك ما شفتيه .. خذيه كلميه شوي ..



- خاااااااااااااله .. خاااااااااااااااله ..

- شلونك حبيبي عبودي .. شنو تلعب ؟

- العب .

-شنو تلعب ؟

- العب .. العب .. العاب ..

- ليش مانمت ؟

- ماااااا أبغي أنام ..

- وين اختك حنان ؟

- مادري ..

- ليش ما تجي بيتنا ؟

- بجي مع الماما ..

- طيب .. خلاص يا حبيبي .. وين الماما ؟



- هلا والله .

- هلا وغلا .

- ام ياسر .. لا يكون وقت اتصالي خطأ ؟

- لا حياك يا خويتي في اي وقت ..

- تغديتوا ؟

- لا بعدنا .. اليوم كان عندي موعد بالمستشفى .. فما سويت غداي الا متأخر ..

- يعطيك العافيه .. شفيك رايحة المستشفى ؟

- الله يعافيك .. بس كان موعد اسنان ..

- اممممم .. اي مستشفى ؟ ابن سينا ؟

- اي والله .. كالعادة .. عند الدكتورة ......

- صحيح ما قلتي لي .. شنو غداكم ؟

- كبسه ..

- وانتي ؟

- حنا صايمين اليوم ..

- على ذكر الصيام .. شريتوا أغراض لرمضان ؟

- لا والله .. يمكن بكره نروح نشتري .

- حنا شرينا الاغراض البارحه .. عقبالكم -

- الله يسلمك .. ياحظكم خلصتوا ..

- اقول ام ياسر : لحظه وبرجع لك ..

- خذي راحتك ..


وبعد 4 دقائق ..

- الووووو

- هلا ..

- سامحيني ياخويتي .. بس رحت أرد على تلفون البيت .. طلعت امي متصلة .. تسلم عليك ..

- الله يسلمك ويسلمها من كل شر .. شلونها هي والوالد ؟

- الحمد لله .. عموما ام ياسر .. ولو اني ما ودي اتركك .. بس بقوم اشوف عبودي شنو يبي مني ..

- خلاص اخليك براحتك .. بس متى نشوفك يا ام طلال ؟

- والله ما ادري .. الظروف صعبة هالأيام .. في النهار ما يناسبني الوقت .. وفي الليل يعيي ابو طلال اطلع ..

- يعني لو يجتمعون عندي الجارات .. ما تقدري تجي لنا ؟

- والله ما اعتقد ..

- اجل متى ربي يكتب ونشوفك ؟

- الله اعلم .. لحظه ام ياسر .. لحظه ..

- شنو ؟

- ذكرتيني .. اشوفك في زواج ولدي طلال .. انا اصلا متصله عليك .. ابغيك تشرفينا ليلة الخميس الجايه ..

- الف الف مبروك .. طلال بيتزوج ؟ الله يخليه يارب ويبلغك لتشوفي اولاد اولاده .. بس .. وين بيكون الزواج ؟

- بصالة السيف .

- الخبر .. صحيح ؟

- اي .

- ممممممم .. حلو .. بس بكم استأجرتوها ؟

- والله ما ادري .. هذا شغل ابو طلال ..

- اي مشغل بتروحي ؟

- اللمسه .

- خير ما اخترتي .. بس ما اوصيك اختاري احسن عاملة .

- اكيد .. لا توصي حريصه ..

- طيب ام ياسر .. استأذنك الحين .

- نشوفك على خير يالغاليه ..

- الله يسلمك .. صحيح ام ياسر ..

- هلا والله ..

- اذا لقيتي فرصة هاليومين .. تعالي زوريني .. نفسي استشيرك في كم شغلة من شغلات الزواج ..

- على خير ان شاء الله .. وبالمره خليني اشوف فستانك .

- ابشري باللي تبين يالغالية ..

- يسلمك ربي ..

- يللا اخليك الحين ..

- نشوفك على خير ..

- على خير ..

- في امان الله ..

- الله معاك .

- ومعاك يارب ..

- سلمي على اختك ام رائد .

- يوصلها سلامك ان شاء الله ..

- هي بخير هالايام ؟

- الحمد لله .

- الله يخليها ..

- دعواتك .

- لا توصيني .. تراي حريصة ..

- الله يخليك ..

- ويحفظك دوم .

- يللا سلام عليكم .

- وعليكم السلام والرحمة .




تمت

1.04.2008

حــــذاري يا صـاحـبي

ان كنت يا صاحبي .. قد قضيت طفولتك ، تتعلم فيها كيف تعتني بالورد الأحمر ..
ومضت أيام شبابك ، وأنت تحفر فيها الأرض ، بحثا عن ماء يخرج من جوفها ، لتروي به وردك الذي تزرعه ..
وكبرت .. فأصبحت رجلا شهما ، تجني من أرضك تلك ، ما زرعته فيها طوال أيام حياتك ..
وبدأت تنثر وردك الذي جنيته ، في درب من تحب ..
فحذاري ياصاحبي .. أن تسقط من يدك شوكة ..
لأنه حينها سيُنسى كل ما قمت به .. ولن يذكر لك سوى سقوط تلك الشوكة منك .

1.01.2008

مرايــــــا 3




شيخ كبير .. استطاع الزمن أن يخط عليه عمره ، كتجاعيد قد ملأت وجهه ويديه الطاهرتين ، بل وجسده بأسره ..

شيخ كبير .. هو أكبر مما قد ترسمه لك تصوراتك في مخيلتك .
يجلس كعادته ، وحيدا .. على ذلك المقعد الخشبي ، الذي قد يتحمله عاما واحدا لا أكثر ..
يسند إليه ظهره الضعيف .. ويضع قدميه على تلك الأرض .. التي لا يسأم من أن يقوم بتنظيفها ، صباح كل يوم ..

يغطي رأسه بشماغ أحمر ، وجسده بثوب لوقار صاحبه يبدو طاهرا ..

يجد الدفء الذي يقيه برد الشتاء ، حين يضع كفيه في جيبي ثوبه الأبيض ..

يقضي سويعات يومه كلها ، في ذلك المكان ذاته ..لا يفارقه .. يبقى بإنتظار من يأتي ليشتري منه شيئا مما قد وضعه حوله على تلك الأرفف القديمة ..

قوارير مياه معدنية ، لبان ، حلوى ، بالونات ملونة .. والقليل غيرها .. هذا ما يضعه عليها ..

وبجواره ذلك الصندوق الصغير الذي يجمع به نقوده التي إن كانت لدينا فإنها لن تعني لنا شيئا ..

يمسك بأنامله مصحفه الكبير .. يقرأ بعضا من كلمات خالقه بصوت جهور ..

وحينما أدخل عليه في ذلك المكان البعيد لأشتري منه شيئا مما أشتهيه .. يغلق مصحفه .. يزيل نظارته الكبيرة من أمام عينيه .. يرسم ابتسامته لي .. ويتحدث إلي طويلا .. وكأنه يفتقر إلى أنيس له .. حتى أخرج من جواره ..

يالنقاءه !



إلى متى ستبقى مثل تلك النفوس الطاهرة في مثل ذلك المكان ؟

ألم يجب أن يكون دورها في البحث عن لقمة العيش قد انتهى ؟

ألم يأن لها أن لا تبحث عن شئ سوى ربها ؟

ألم يأن لمثلها أن تجد ولو القليل من حقها من ابناءها ؟


ليس ذاك هو الشيخ الوحيد كذلك .. بل هناك الكثير والكثير غيره ..

و قد نجده أمامهم هو الأوفر حظا !



تمت