2.07.2010

هي تتحدث


.

كلمات كتبتها بقلمي .. و كأنها بلسان امرأة كبيرة في السن

..



املك الكثير من حولي .. و لكنني لا اريد شئ من ذلك ..

فقط .. ابحث عمن يجلس بجواري .. اتحدث معه فيجيبني ..


أنا هنا .. فهل هناك من يتذكرني ؟

ما زلت موجودة ..

حية يرزقني ربي ..

أشعر بحركة الهواء من حولي .. فأتنفسه .


.

أجلس كعادتي .. على أريكتي ..

هي لا تتغير .. بينما أنا يزداد عمري سريعا يوما بعد يوم ..

بقيت كذلك ..

حتى ملأ الشيب شعري دون اذن مني .

.

بالأمس .. و في صباح كل يوم ..

يشتد الضجيج من حولي فجأة .. فاستيقظ من نومي .. أصرخ بأعلى صوتي .. لأطلب من صغاري التزام الهدوء ..


و لو للحظات وجيزة .. و لكن .. هيهات !



بالأمس ..

اضع اطباق فطوري امامي فيتسابقون إليهم .. حتى لا يبقى سوى الشئ القليل منه ..

و كثيرا ما أجد منهم ما يضايقني أثناء عبثهم .



بالأمس ..

اُبعد عن أيديهم تُحَفي باهضة الثمن ..

اُبعد كتبي التي اقتنيها حديثا ..

اُبعد قطع الشوكولاته التي تقدمها لي جارتي .



بالأمس ..

أبحث عن غرفة بعيدة عنهم في دارنا .. لأجد فيها الهدوء و الأستقرار .



بالأمس ..

أعمد إلى قطع هاتف منزلي .. فبدونه أشعر ببعض الصمت .. و الراحة .




اليوم ..


كبروا صغاري .. أشتد عودهم .. و شقوا طريقهم بعيدا عني كل البعد .

فأين هم الآن ؟

تشتاق عيني لرؤيتهم .. ولكن ..



يحل الصباح .. فلا أجد ما يدفعني للنهوض ..

فأين تلك الفوضى العارمة التي كانت توقظني .. و كنتُ أشتكي منها ؟

أين عبثهم في الطعام .. الذي أعده ؟



عودوا أحبتي و لو ليوم واحد !!

اصرخوا من حولي .. و أعدكم بأن لا أضع كفي على اُذني !


عودوا أحبتي ..

و كلوا ما شئتم .. متى شئتم ..


عودوا أحبتي ..

و لكم تحفي الغاليه ..

و لكم كتبي المميزة ..

و لكم ما طاب لكم ..



عودوا أحبتي ..

و سأبقى بجواركم دوما ..


.


تشرق الشمس .. و حين تتخلل خيوطها الذهبية داري .. ينتابني شعور بأن أحدهم سيأتي لرؤيتي ..

فأقضي سويعاتي في انتظاره ..


تغرب الشمس .. و تظلم غرفتي .. و أذهب نحو الباب لأرى إن كان أحدهم قد جاءني فوجده موصدا ..


اُحدّث نفسي : ما زال مفتوحا .. و لكن ..


لا شك .. أن أحدهم سيأتي غدا ..


.

تطوي الايام لحظاتها .. و لا تسمع اُذنيّ خلالها .. سوى صوت حركة عقارب الساعة .


حينها فقط .. أصبحت أكره الصمت ..

.

.

تمضي الأيام .. و الأيام .. و الأيام ..


حتى أسمع صوت أحد أبنائي .. يقرع بابي ..

فأصرخ حينها بحماس :

- لا تقرعه .. اُدخل و لو من النافذه !


وقتها ..

أنسى .. كل آلامي ..

أنسى أن قدميّ لا تحمل جسدي طويلا .. فأسير نحو ابني .. بلا تردد ..

أضع كفيّ على كتفيه ..

أقترب منه كثيرا .. اُقبّله ..



اُوصيه بحماس :

ابقى معي طويلا ..

لا تنظر إلى ساعتك بين الحين و الآخر .. و لا تخرج حتى تأكل معي ما تحب .

و لا تصمت طوال جلوسك معي .

و لا تشعرني بأنك أصبحت رجلا .. فتجلس بعيدا عن رجليّ اللتين كنتَ تنام عليهما .

اقترب مني يا قرة عيني ..

اتركني ألمس يديك الناعمتين ..ألم تجهدهما في عملك ؟

دعني ألمس ثيابك التي كنت اغسلها لك .. أما زلت تلبسها نظيفة ؟

دعني ألمس شعراتك التي كنت ارتبها لك كل حين .. أترتبها قبل خروجك كل يوم ؟

مالك قد نقص وزنك كثيرا ؟! ألا تجد ما تأكله ؟


اقترب مني ..

لأضمك الى صدري ..

لأشعر بحنانك .. و تشعر بحناني ..




شئ واحد فقط .. أود أن تتذكره دوما بني ..




ان قلبي .. هو أكثر قلب يحبك على وجه الأرض ..


كنت احبك .. و ما زلت .. و سأبقى .


.

هناك 10 تعليقات:

Seldompen يقول...

بالرغم من أني لست أماً بعــد ..

لكــن أنتابتني حقاً قشعريرة في كامل جسدي حينما قرأت كلماتكِ عزيزتي ..

ربمـا ..

لكوني أتذكر أمهاتِ على تلك الحال
فآلمني قلبي ..

أو ربمـا ..

لكـوني تخيَلت الموقف , وجعلت نفسي في مكانها ..
فأنتابني الحزن ..


أو لعلي أيضـاً .. تخيَلت أبن أخي الصغير الذي دائما ما أحمله بين ذراعي , أقبله ألعب معه , أمشط شعره
كلما أردت ذلك ..

.. أدركت بأنه وفي يومٍ ما سوف يكبر , ولن أستطيع فعل ذلك له ..

التفكير في ذلك آلم قلبي وأنا " عمته "

فكيف .. كيف يكون شعور الأم حيال ذلك الأمر كله ؟؟

كيف لقلبها حقاً أن يصبر على فراقهم ..

ياااه .. كم هو مؤلم ذلك الشعور ..

أميره , أوجعتِ قلبي حقاً ..

ولكـن ,, شكراً لمشاعركِ الصادقة التي عادة ما تحرَك مشاعرنا ..

أميـــــره يقول...

مرحبا بك الهمسه ..


لستِ مخلصة في كتاباتك فقط ..


بل ..


في تعليقاتك أيضا ..

:)


شكرا لك غاليتي .




اُحب مرورك .

غير معرف يقول...

أصبحت بارعه أخيه!

رائع ما خطته أناملك.

أنت متفائله دوما...

يوم الغد سيكون جميلا.

أحمد

غير معرف يقول...

أخبرني أحمد عن جمال ما كتبتِ

فأتيت لأقرأ وأتيت لأعلق

جميل جداً أسلوبك

( إلهي لا تذرني فرداً وأنت خيرُ الوارثين )

:)

أميـــــره يقول...

شكرا لك اخي أحمد ..


اسعدني مرورك جدا .

أميـــــره يقول...

:)



مرحبا بأحرفك مريم ..


أسعد الله أيامك ..

ع’ـبرآتہ أإُنثـہے ๏ يقول...

أحيآنآ أقرأ خوآطر تكون طويله فآأقرأء البعض وأترك البعض الآخر ~

لكن خآطرتك هنآ جميله ومثيره لدرجه أنني قرأتهآ من أول حرف إلى آخر حرف ~

شي جميل أنك جذبتيني هنـآآ ~
:
:
عزيزتي كل شي يتغير حتى تلك الأريكه التي ظننتي أنهآ لم تتغير فاهي على العكس بآلتأكيد تغير شيئا ما بهآ قد تكون ذبلت أو أرهقت من عناء يومها وبداء تظهر عليها عوآمل آلتعريه ~
(كل شي يتغير)

أميـــــره يقول...

:)


رأيك جميل .. و أنتِ أجمل ..



كوني هنا دوما .



( كل شئ يتغير فعلا )


شكرا ..

فاطمة عبدالمحسن يقول...

غاليتي أميرة

خاطرة قصصية جميلة

الا ترين معي أن حال الدنيا بات عند الكثيرون هكذا

اللهم لاترنا غياب من نحب وفرقانهم واجعلهم دوماً بقربنا


أميرة .. كنتِ حقاً أميرة الكلمة والحدث هنا

سلمتِ و سلم قلمكِ

أميـــــره يقول...

:)


شكرا لك فاطمة .


اسعدتني .